"لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ"، المراد من هذه العبارة أنّ المؤمن لا يكتمل إيمانه ما لم يتحلّى بثلاثة خصال:
"سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ"، أن يتعلّم أسلوباً ونهجاً من ربّه تبارك وتعالى.
"وَسُنَّةٌ مِنْ نَبِيِّهِ وَسُنَّةٌ مِنْ وَلِيِّهِ"، لذا يجب على الإنسان أن يتعلّم الأسلوب الصحيح من هذه الأصول الثلاثة السامية.
"فَأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ رَبِّهِ فَكِتْمَانُ سِرِّهِ"، يجب على ابن آدم أن يتعلّم من ربّه كتمان أسرار الآخرين مثلما يكتم أسراره الشخصية، أي لا بدّ وأن يستر كلّ أمرٍ يمكن أن يعتبر سرّاً من الأسرار؛ وهذا السلوك في الحقيقة أدبٌ من الآداب، إنّه أدبٌ إلهي، ولا ريب في أنّ الكثير من المشاكل التي يواجهها مجتمعنا وسائر المجتمعات البشرية سببها إفشاء الأسرار.
"وَأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ نَبِيِّهِ فَمُدَارَاةُ النَّاسِ"، ينبغي لكلّ إنسانٍ مداراة أقرانه البشر حتّى وإن لم يتّفقوا معه بالكامل في آرائه وأفكاره، إذ يجب وأن يتعامل معهم بمداراة إلا إذا اقتضت الأوضاع أداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ أو اقتضت الامتثال لفريضة الجهاد في سبيل الله.
بعض الناس ينظرون إلى الأمور من زاويةٍ واحدةٍ ولا يعيرون أهميةً لجميع جوانبها، لكنّ هذا ليس أسلوب أولياء الله عزّ وجلّ.
"وَأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ وَلِيِّهِ فَالصَّبْرُ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ"، أولياء الله تعالى كانوا صبورين يتحمّلون المصاعب على المستويين الفردي والجماعي، مثل الحظر الجائر الذي فرض عليهم والدسائس التي تعرّضوا لها، حيث كانوا يصبرون على كلّ ما يواجهون من ضغوطٍ ويثبتون ويقاومون دون أن يحيدوا عن مسارهم القويم؛ لذا علينا أن نتعلّم منهم هذه الخصلة الحميدة.
All rights reserved for Aimmat al-huda istitute.